المدونة / دور ضريبة القيمة المضافة في تحسين الاستقرار المالي
دور ضريبة القيمة المضافة في تحسين الاستقرار المالي

أُضيفت في : السبت 08-06-2019

دور ضريبة القيمة المضافة في تحسين الاستقرار المالي

بعد دخول الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة بين دول مجلس التعاون الخليجي حيز النفاذ بتاريخ 23 مايو 2017م، قامت المملكة العربية السعودية بتطبيق ضريبة القيمة المضافة اعتبارا من يناير 2018م وذلك باعتماد نسبة ضريبة تبلغ 5% والتي تعد من أقل المعدلات عالمياً.

تطبيق ضريبة القيمة المضافة يعتبر عنصراً هاماً في البرامج التي تعتمدها الحكومة لتحسين الاستقرار المالي، وذلك من خلال المساعدة على التحول نحو اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة، وضريبة القيمة المضافة تعتبر النموذج الأكثر انتشارا للضريبة غير المباشرة على الاستهلاك في العالم، وتُطبق في أكثر من 160 دولة حول العالم، حيث تُعد مصدر دخل أساسي، يساهم في تعزيز ميزانيات الدول.

ظهرت الضريبة على القيمة المضافة للمرة الأولى سنة 1954 في فرنسا باقتراح من موريس لوريه الذي وضع قواعدها الرئيسية سنة 1953م، وكان ظهور نظام الضريبة على القيمة المضافة ولا يزال مثيرا لاهتمام أهل السياسة وأصحاب القرار ولقد انصب اهتمامهم ودارت حواراتهم وأحيانا مساجلاتهم حول آثار هذه الضريبة، يعتقد كثيرون أنها أفضل من قوانين ضريبة المبيعات الثابتة المنتشرة، إلا أنها محط نزاع مع كثير من المنظمات الحقوقية لكونها عبئاً على صغار المنتجين وطريقة لحصر أرباحهم وإنقاصها ومساعدة لكبريات الشركات ذات كميات الإنتاج الضخمة.

وضريبة القيمة المضافة هي ضريبة على استهلاك السلع والخدمات، وتُفرض في كل مرحلة من مراحل "سلسلة التوريد" ابتداء من الإنتاج ومرورا بالتوزيع وحتى مرحلة البيع النهائي للسلعة أو الخدمة، وبشكل عام، فإن المستهلك النهائي هو من يتحمل تكلفة هذه الضريبة في حين تقوم الأعمال بتحصيل واحتساب الضريبة، وتتولى بذلك دور تحصيل الضريبة لصالح الحكومة.تقوم الأعمال بسداد الضريبة التي قامت بتحصيلها من العملاء للحكومة، وفي بعض الحالات قد تسترد هذه الأعمال الضريبة التي كانت قد دفعتها لمورّديها، وبالتالي؛ فإن النتيجة الصافية من العائدات الضريبية التي تتلقاها الحكومة تتمثل في تلك "القيمة التي أًضيفت" عبر مراحل سلسلة التوريد، ومن مميزات هذه الضريبة :

  • ضريبة غير تراكمية تدفع مجزأة عند كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية: وهذه من أهم ميزات هذه الضريبة إذ تحصل وتدفع مجزاة عند كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية، وهي غير تراكمية إذ أن الضريبة على القيمة المضافة تحتسب على سعر المبيع مجردا من قيمة الضريبة المدفوعة، وذلك حتى آخر مرحلة عند استهلاك السلعة. ولكن تبقى هذه الضريبة في بعض الحالات تراكمية، في ظل وجود فئات من الأشخاص غير خاضعة للضريبة وفي ظل ازدواجية الضريبة عند الاستيراد.
  • ضريبة حيادية ليس فيها ازدواجية: المبدأ الأساسي لهذه الضريبة هو إعفاء عملية التصدير من الضريبة على القيمة المضافة واخضعا عمليات الاستيراد لها، وانطلاقاً من هذه الضريبة.

د. فايق جبر النجار